العراق يحشد دول المنطقة لدرء الخطر ..والمعارضة السورية ترد

وكالة مع الناس نيوز / …
في الوقت الذي تعيش فيه سوريا أوضاعا ساخنة، إثر اشتداد المواجهات بين الجيش السوري والفصائل المعارضة، يعمل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على إجراء اتصالات مع دول المنطقة لمنع دخول البلاد في دائرة الخطر، الأمر الذي دفع المعارضة السورية إلى توجيه رسالة للحكومة العراقية تؤكد فيها عدم المساس في أمن العراق.
إذ بحث رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، في اتصال هاتفي من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تطورات الأحداث في سوريا، وما يحدث في الساحة الفلسطينية.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان تلقته “مع الناس نيوز”،إن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، تلقى اليوم الأحد، اتصالاً هاتفياً من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان”.
ولفت إلى أنه “جرى خلال الاتصال، بحث تطورات الأحداث في المنطقة، ولاسيما ما استجدّ منها في سوريا، بالإضافة إلى ما يحدث في الساحة الفلسطينية، من حرب مستمرة وجرائم ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين والمنشآت الحيوية في قطاع غزة”.
وأكد الجانبان، بحسب البيان، “أهمية استمرار الجهود وتنسيقها بين جميع دول المنطقة، من أجل وقف الحرب في غزة، والعمل على منع تداعي الأوضاع في سوريا بشكل يهدد أمن المنطقة واستقرارها”.
وسيطرت هيئة تحرير الشام ، خلال الـ72 ساعة الماضية، على محافظة إدلب بالكامل مع غالبية محافظة حلب، في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، في حين يعيش العراق منذ يومين استنفارا أمنيا، وسط مخاوف من عودة الإرهاب وتكرار سيناريو 2014.
إلى ذلك، وجهت المعارضة السورية اليوم الأحد، رسالة إلى الحكومة العراقية في محاولة منها لإزالة المخاوف بشأن تصعيد الاوضاع في سوريا.
وجاء في رسالة المعارضة السورية التي تقود هجوما واسعا على نظام بشار الأسد، وأطلعت عليها “مع الناس نيوز”، “تود إدارة الشؤون السياسية في حكومة الإنقاذ السورية أن تؤكد على العلاقة الأخوية والودية الراسخة بين الشعب السوري والشعب العراقي تلك العلاقة التي تمتد عبر التاريخ، فطالما جمعت بيننا الأخوة والمصير المشترك، نحن في سوريا الحرة نؤمن تماما بأن مصالحنا المشتركة تتطلب التعاون والتفاهم المستمر بين بلدينا الشقيقين”.
وأضافت أن “الثورة السورية التي انطلقت من أجل الحرية والكرامة، هي ثورة تسعى إلى تحرير الشعب السوري من ظلم نظام الأسد المجرم، ولا تشكل أي تهديد للأمن أو الاستقرار في العراق أو في أي دولة من دول المنطقة”.
وتابعت “نحن، في حكومة الإنقاذ، نطمئن الحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق بأن سوريا لن تكون مصدرا للقلق أو التوتر في المنطقة على العكس من ذلك، فإننا ملتزمون بتطوير وتعزيز علاقات التعاون الأخوي مع العراق لضمان استقرار المنطقة وتحقيق المصالح المشتركة لشعبينا”.
وعزا مراقبون عراقيون، ما يجري في سوريا إلى تحرك دولي أمريكي تركي إسرائيلي بهدف تقليص النفوذ الروسي، وتوسيع نفوذ أنقرة في سوريا، وتأمين جبهة الجولان، مرجحين تدخل الفصائل المسلحة العراقية في القتال لجانب النظام السوري.
وقد سيطرت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها، على ثلاثة أرباع مدينة حلب شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهذه أول مرة تدخل فصائل مسلحة إلى حلب منذ استعاد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة الكاملة على المدينة عام 2016.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.
وبدأ الهجوم خلال مرحلة حرجة يمر بها الشرق الأوسط مع سريان وقف إطلاق نار هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ سنوات إلى جانب قوات النظام في سوريا.
وبحسب المواقف الإقليمية، هناك مؤشرات على دعم تركيا لعملية المعارضة في ريف حلب، وفق ما صرح به مصدر أمني تركي لـ”وكالة رويترز” بأن العملية تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب “التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019″.
وأعلن نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، يوم أمس السبت، أن الحدود مغلقة بشكل كامل وملتزمون بأوامر القائد العام لحماية العراق.
وسبق للمحمداوي، أن أكد بأن حدود البلاد مع سوريا مؤمنة عبر الانتشار العسكري والكتل الإسمنتية والكاميرات الحرارية وتحليق الطيران المسير، وكشف عن أن التحصينات الأمنية الأخرى المتخذة لتأمين الحدود من خلال الأسلاك الشائكة وانتشار قطعات مختلفة من الجيش والحشد الشعبي بحدود سبعة إلى عشرة كيلومترات خلف الحدود بحدود سبعة.
وليلة أمس، أجرى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اتصالا مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد فيه أن أمن سوريا واستقرارها يرتبطان بالأمن القومي للعراق، ويؤثران في الأمن الإقليمي عموما، ومساعي ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي إطار التضامن العربي مع الحكومة السورية، أكد رئيس الإمارات محمد بن زايد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري، وقوف بلاده مع الدولة السورية ودعمها في “محاربة الإرهاب وبسط سيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها”.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن الوزير عباس عراقجي سيشرع في جولة إقليمية، سوف يزور دمشق اليوم الأحد، للقاء الرئيس بشار الأسد، ثم إلى أنقرة غدا، ضمن جولة شرق أوسطية.
وأعلن الجيش السوري، يوم أمس السبت، مقتل العشرات من قواته إثر الهجوم الذي نفذته فصائل مسلحة معارضة في حلب وإدلب خلال الأيام الماضية، مضيفا أن انسحابه من بعض المناطق يعد “إعادة انتشار” من أجل التجهيز لـ”هجوم مضاد”.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني الفريق حسين سلامي، قد أكد يوم أمس، مقتل رئيس فيلق المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا اللواء كيومرق بورهاشمي الملقب بالحاج هاشم، على أيدي المسلحين.